لعقود طويلة ظلت وسائل منع الحمل مقصورة على النساء، بل أن الحديث عن وسائل منع الحمل للرجال قبل أعوام كان مجالاً للسخرية لا أكثر لكن الحال تغير فى السنوات الأخيرة حيث بدأت الدراسات الطبية فى البحث عن وسائل لمنع الحمل يتناولها الذكور، خاصة مع ارتفاع الضريبة الصحية التى تدفعها المرأة من جراء استخدامها وسائل منع الحمل، وبالفعل ظهرت وسائل لمنع الحمل عن طريق الرجل، لكن أغلبها انحصر فى الوسائل الموضعية، كالواقى الذكرى أو التقنيات الجراحية كربط الوعاء الناقل للحيوانات المنوية.
وكانت المفاجأة مؤخرًا بإعلان أحدث الأبحاث الطبية عن اقتراب طرح علاج هرمونى للرجال، على غرار موانع الحمل التى تستخدمها النساء.
وفى ذلك يقول الدكتور محمد لطفى الساعى، الأستاذ المساعد واستشارى الأمراض الجلدية والتناسلية، إن الهدف من الأبحاث الخاصة بوسائل منع الحمل الهرمونية، للرجال هو العثور على وسيلة لعرقلة آثار هرمون التستوستيرون حتى تتوقف الخصيتين عن إنتاج الخلايا المنوية مع الحرص على أن يتحقق ذلك دون المساس بمستويات التستوستيرون إلى حد يظهر الآثار الجانبية لنقصه، مثل فقدان الرغبة الجنسية.
وأضاف الساعى: فى المرحلة الأولى من هذه الأبحاث عمد الأطباء إلى إعطاء الرجال نسخة تركيبية من هرمون التستوستيرون المسئول عن الرغبة الجنسية للرجل، جنبًا إلى جنب مع هرمون يسمى البروجستوچن، و”بروجستوجن” وهى مركبات صناعية من هرمونات الانوثة كالموجودة فى مركبات الحمل، وهذه الحبوب من الناحية البحثية استهدفت عدم تكوين الحيوانات المنوية طوال فترة العلاج الهرمونى مع المحافظة على ثبات نسبة هرمون الذكورة.
وأوضح الأستاذ المساعد واستشارى الأمراض الجلدية والتناسلية أن هذه الأبحاث لم تصل لنتائج فعالة بسبب تأثير هذا المركب على الرغبة الجنسية للرجل الذى يستخدم هذا العلاج.. وتابع: تركزت الأبحاث التالية على مجموعات مختلفة من هرمون التستوستيرون الاصطناعية ومركبات البروجستيرون، وهناك العديد من التجارب فى مختلف البلدان التى تبحث فى فعالية هذا المركب على المدى الطويل، وسلامة وسائل منع الحمل الهرمونية للرجال، لكن هناك تفاوت فى النتائج.
وأكد الساعى أن الأمر فى النهاية يبدو مبشرًا بقرب طرح علاج هرمونى لمنع الحمل لدى الرجال، دون أن يؤثر على رغبتهم الجنسية, ويتساءل: هل الرجال مستعدون لاستخدام مثل هذه الوسائل؟.