قمة سادسة يشهدها البيت الأبيض الأسبوع المقبل، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، بناء على دعوة الأخير له، ضمن الحوار الاستراتيجي بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية المشتركة، وتعزيز أوضاع المنطقة.
تحسنت العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية كثيراً عن ما كانت عليه قبل سنوات، ومنذ وصول ترامب للسلطة وتطور مسار العلاقات على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري أيضاً، مما وصلت اللقاءات الثنائية إلى 5 اجتماعات رسمية في مناسبات عدة، ولكن هذه المرة ماذا تريد مصر من أمريكا، وماذا تعول واشنطن على مصر؟.
محاربة الإرهاب والاستثمارات
وقال مدير المركز المصري للشؤون الخارجية السفير أمين شلبي إن مصر تتوقع من الإدارة الأمريكية زيادة دعمها في الحرب ضد الإرهاب، وأن يكون النظر بشكل شامل للمنظمات الإرهابية، وليس باعتباره منظمة أو اثنين، ولكن يضم كل التنظيمات ذات الأيدولوجية الفكرية، ومنها تنظيم الإخوان.
وأوضح شلبي أن مصر تتوقع أيضاً أن يكون هناك دعم أمريكي أكثر في جهود التنمية المصرية من خلال ضخ المزيد من الاستثمارات وزيادة حجم المساعدات الاقتصادية المقدمة لها، بما يعود بالاستقرار على البلاد خلال الفترة المقبلة.
وعلى المستوى الإقليمي أكد السفير أمين شلبي أن مصر تتوقع من الولايات المتحدة وخاصة من إدارة ترامب أن تسلك موقفاً نزيها ومتوازنا بين أطراف الصراع العربي الإسرائيلي، وأن مصر سوف تعيد التعبير تجاه قرارات ترامب فيما يتعلق بالقدس والسيادة على الجولان بأنها لا تصب في هذا الاتجاه ولا تساعد على جهود البحث عن حلول جديدة تساهم في تعزيز الاستقرار في البلاد.
وأشار مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية إلى أنه في المقابل ستعول الولايات المتحدة على الاستفادة من علاقتها القوية بمصر، وأن تكون لها دور رئيسي في التصدي لممارسات إيران في المنطقة، وأن تتحمل مصر تسوية الأزمات الإقليمية، حيث لا تريد واشنطن توريط قواتها العسكرية في هذه النزاعات مجدداً بعد فترة ما يعرف بـ”الربيع العربي”.
وزار وزير الخارجية المصري سامح شكري واشنطن الأسبوع الماضي، حيث التقى نظيره الأمريكي مايك بومبيو وعدد من أعضاء الكونغرس تمهيداً لزيارة الرئيس السيسي للبيت الأبيض منتصف الأسبوع المقبل.
تغيرات في الموقع
وتوقعت مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الأمريكية السابقة السفيرة هاجر الإسلامبولي أن يطالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الأمريكي ترامب بإعادة النظر في الموقف الأمريكية تجاه قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السوري، وأن يكون هناك تغير في الموقف من أجل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وعدم الدخول في صراعات جديدة.
وأوضحت السفير الإسلامبولي أن القضايا الإقليمية ومحاربة الإرهاب ستكون على رأس أولويات المباحثات بين الجانبين، حيث إن الموقف مع إيران سيشغل حيزاً كبيراً في المشاورات، وإن مصر وأمريكا تتفقان على ضرورة التصدي لممارسات إيران وتدخلاتها في المنطقة.
وأشارت السفيرة هاجر الإسلامبولي إلى أن الرئيس الأمريكي ترامب يريد تقييم الموقف في المنطقة من وجهة النظر المصرية والتي يهتم بها كثيراً باعتبارها أكبر دول المنطقة ولها دور ريادي ورئيسي في التصدي لأزمات المنطقة وخاصة في ليبيا واليمن وسوريا أيضا.
واجتمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع نظيره الأمريكي في آخر قمة بينهما على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك سبتمبر الماضي، وأشاد الرئيس الأمريكي وقتها بالجهود المصرية الناجحة في التصدي بحزم وقوة لخطر الإرهاب.