قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية اليوم أنه إذا فاز السيناتور بيرنى ساندرز على حساب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون بترشيح الحزب الديموقراطى فى الانتخابات الرئاسية الامريكية 2016 المقبلة،سيكون أول مرشح رئاسى يهودى عن أحد الحزبين الرئيسيين فى الولايات المتحدة.
غير أن الصحيفة أشارت إلى أن مواقف ساندرز تجاه إسرائيل تثير الحيرة والارتباك ، ويقول ستيف رابنوفيتس أحد المستشارين الاعلاميين لهيلارى كلينتون أن سجل تصويت ساندرز لصالح إسرائيل ضعيف للغاية.
وأضاف رابنوفيتس أنه لم يسمع ساندرز مطلقا يتحدث عن إسرائيل خلال حملته الانتخابية، وهو الأمر الذى يثير الاندهاش على حد قوله.
وقد صوًت السيناتور ساندرز عدة مرات كما أدلى ببعض التصريحات التى تميل إلى انتقاد إسرائيل لكنها لم تثر غضب الجماعات الموالية لإسرائيل.
ويقول البعض- حسب الصحيفة- أن مواقف ساندرز تجاه اسرائيل مُحيرة نظرا لأنه ابن رجل يهودى هاجر من بولندا بعد أن ذاقت أسرته القمع على أيدى النازيين، كما أنه قضى بعض الوقت يعمل فى إحدى المستوطنات الاسرائيلية.
وتقول الصحيفة ” أن رئيس مؤسسة السلام فى الشرق الأوسط ماثيو داس يرى أن قاعدة الديمواقراطيين الذين يدعمون إسرائيل آخذة فى التقلص، ولكن الحزب الديموقراطى لايزال يعتمد على شبكة قوية من المتبرعين الأثرياء اليهود من بينهم حاييم سابان احد اقطاب هوليوود وجاك روزن رئيس المؤتمر اليهودى الامريكى والذى يعقد آمالا كبيرة على المرشحين عندما يأتى الحديث عن اسرائيل.
وأضافت الصحيفة أن هيلارى التى تخشى من فوز ساندرز فى الانتخابات الرئاسية الامريكية 2016 التمهيدية المقرر اجراؤها فى ولايتى ايوا ونيوهامبشير الاسبوع القادم شنت هجوما عنيفا ضد تصريحات ساندرز المتعلقة بإيران والتى وصفتها بأنها أكبر عدو لإسرائيل، كما أشارت خلال حملتها الانتخابية مؤخرا إلى تصريح ساندرز الذى اقترح فيه أن القضاء على تنظيم داعش يتطلب تحالفا دوليا يضم ايران لإرسال قوات برية لمحاربة داعش.
وقالت هيلارى- خلال مقابلة مع الاذاعة العامة الوطنية الأمريكية أن ساندرز يريد أن يرى قوات إيرانية فى سوريا معربةََ عن اعتقادها بأن هذا يمثل خطأ فظيعا وذلك بسبب القُرب الجغرافى من إسرائيل.
من جانبه أكد مايكل بريجز المتحدث باسم ساندرز أن المرشح الرئاسى الديموقراطى في الانتخابات الرئاسية الامريكية 2016 دافع باستمرار عن حق اسرائيل فى البقاء منذ بداية عمله السياسى، وأشار إلى أن السيناتور ساندرز صوًت للتشريع الخاص بتعزيز مكانة اسرائيل اقتصاديا وعسكريا بالامم المتحدة كما يؤيد حل الدولتين الذى يسمح لإسرائيل بالحفاظ على طبيعتها كدولة يهودية وديموقراطية حسبما ذكر بريجز. وقال أن ساندرز يؤمن بأنه من الممكن المحاربة من اجل امن اسرائيل وقيام دولة فلسطينية فى الوقت نفسه.
وتقول الصحيفة أن ساندرز لم يُخفِ منذ بداية عمله السياسى شعوره بالإحباط ازاء معاملة السلطات الاسرائيلية للشعب الفلسطينى، فقد وصف ساندرز خلال مؤتمر صحفى عقده عندما كان عمدة مدينة بيرلنجتون عام 1988 المعاملة الوحشية الاسرائيلية للمتظاهرين الفلسطينيين بانها عار. وأضاف أن مشهد كسر الجنود الاسرائيليين أذرع وأرجل الفلسطينيين يستحق الشجب والإدانة. وقال “بعد أشهر فإن سياسة إطلاق الجنود الاسرائيليين النار على الفلسطينيين فهو أمر غير مقبول وأنه من الخطأ أن توفر الولايات المتحدة أسلحة لاسرائيل”.
وفى عام 1991، صوًت ساندرز لصالح حجب مبلغ 82.5 مليون دولار من المساعدات الامريكية لإسرائيل ما لم توقف نشاطها الاستيطانى بالضفة الغربية وقطاع غزة وهو مشروع قانون رفضه الكونجرس حينئذ، وبعد عشر سنوات- حسب الصحيفة- كان العضو اليهودى الوحيد بالكونجرس الذى لم يؤيد قرارا بادانة الفلسطينيين والتعبير عن التضامن مع اسرائيل عقب هجومين انتحاريين نفذهما فلسطينيون.
وفى يوليو 2014 اثناء الحرب على غزة، كان ساندرز واحد من بين 21 من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكى الذين لم يؤيدوا مشروع قانون لدعم حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد الهجمات الصاروخية. وفى اوائل عام 2015 عندما أُعلِن أن رئيس الوزراء الاسرائيلى بينيامين نتنياهو سيلقى كلمة امام الكونجرس الامريكى كان ساندرز اول عضو بمجلس الشيوخ يعلن عدم حضوره هذه الجلسة.
وتقول الصحيفة أنه من المرجح أن يكون ساندرز هذه الأيام أكثر ميلا للدفاع عن اسرائيل تزامنا مع الانتخابات الرئاسية الامريكية 2016 عندما يأتى الحديث عن القضية الفلسطينية. فعندما سألته مجموعة من الغاضبين من معارضته للحرب على غزة، ركز ساندرز على ما وصفه بالأعمال الاستفزازية الفلسطينية مشيرا إلى إطلاق حماس الصواريخ فى اتجاه إسرائيل.