رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس المجلس الأرووبي دونالد تاسك، اليوم السبت، وأعرب عن تقديره لزيارته مصر الأمر الذي يعكس متانة العلاقات الثنائية.
وأضاف السيسي أن مصر تعتز بصداقة المجلس الأوربي والتعاون في شتى المجالات السياسية والاقتصادية مع الاتحاد الأوربي.
وجاء نص الكلمة كالتالي:
بسم الله الرحمن الرحيم
فخامة السيد دونالد توسك رئيس المجلس الأوربي،
أرحب بكم ضيفا كريما في أول زيارة تقومون بها إلى مصر منذ توليكم رئاسة المجلس الأوربي.
إن مصر تعتز بالاتحاد الأوربي كشريك أساسى لها في مختلف المجالات فنحن ندرك جيدا ثقل وأهمية الاتحاد كقوة اقتصادية وسياسية أساسية على المستوى الدولى كما نقدر تماما علاقات التعاون الوثيقة التي تربطنا بالاتحاد الأوربي وجميع الدول الأعضاء به منذ سنوات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاستثمارية والثقافية والاجتماعيـــة ونسعى من خلال تواصلنا المستمر إلى تعزيز هذه الشراكة والارتقاء بها ومصر ترحب دائما بمبادرات الاتحاد الأوربي للتشاور معها حول مختلف الموضوعات والقضايا محل الاهتمام المشترك وبصفة خاصة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها منطقتنا.
تبادلت وفخامة رئيس المجلس الأوربي الرؤى ووجهات النظر حول العديد من القضايا المهمة التي تشغل بالنا واهتمامنا منها قضايا ملحة مثل الأوضاع في الشرق الأوسط عموما والأوضاع في ليبيا وسوريا ومسائل طارئة وهامة مثل أزمة اللاجئين التي تواجهها دول أوربية حاليـــــا وشرحت لفخامته، وجهة نظر مصر في كافة هذه الموضوعات.
واتفقنا على أهمية تعزيز الجهود الدولية لتسوية الصراعات القائمة في المنطقة والتي تعانى دولنا من تداعياتها على مدى السنوات الأربع الماضية ووصلت تلك التداعيات إلى أوربا بشكل واضح خلال الأسابيع الماضية وتوافقنا على ضرورة العمل بشكل مكثف وأكثر تنسيقا من أجل الوصول إلى تسوية لتلك الأزمات والنزاعات بما يحافظ على كيان الدول ومؤسساتها ويضع حدا لحالة الفوضىوعدم الاستقرار التي صارت تعانى منها المنطقة.
كما اتفقت مع فخامة الرئيس على أهمية الارتقاء بالشراكة “المصرية – الأوربية” خلال الفترة المقبلة من خلال التوسع في الشراكات التنموية بين الجانبين في شتى القطاعات وتشجيع المؤسسات الأوربية على المشاركة في المشروعات الوطنية الكبرى التي تطلقها مصر حاليا وضخ المزيد من الاستثمارات الأوربية والاستفادة من الفرص الجاذبة للاستثمارات الأجنبية خلال المرحلة الحالية.
فخامة الرئيس.
إن زيارتكم لمصر تتزامن وانخراطنا في عملية الإعداد للانتخابات البرلمانية التي تمثل الخطوة الأخيرة على طريق استكمالنا لعملية البناء الديمقراطى المؤسســـى وانطلاقنا بثبات وعزم لتحقيق طموحات الشعب المصرى في إرساء دعائم دولة ديمقراطية عصرية تطلق طاقاته وتحمى حقوقه وحرياته وكما أوضحت لكم، فإننا نقدر اهتمام الشركاء الأوروبيين بمتابعة ما يدور في مصر ونتطلع دائما إلى تفهمهم للحقائق.
اسمحوا لى أن أغتنم هذه المناسبة لأتطرق لموضوع هام أتابعه باهتمام وقلق بالغ ألا وهو الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها الحرم القدسى الشريف والتي تعد بلا شك انتهاكا خطيرا للمقدسات الإسلامية التي يتعين على المجتمع الدولى أن يدرك تعلق جموع المسلمين بها بما ينبئ بتصعيد غير مبرر يمكن أن تترتب عليه عواقب وخيمة على السلام والاستقرار ليس فقط بالنسبة للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى بل للمنطقة والعالم بأسره.
إن الانتهاكات اليومية التي يشهدها المسجد الأقصى والتي تزايدت وتيرتها بشكل غير مسبوق إنما تخلق ظروفا بالغة الدقة وتؤشر إلى تقاعس الحكومة الإسرائيلية عن الاضطلاع بمسئولياتها وفقا لقواعد القانون الدولى التي تفرض عدم المساس بهذه المقدسات وتوجب توفير كامل الحماية لها ومنع الإضرار بها والتصدى لأية محاولات لتغيير طبيعتها.
إن الأحداث التي نشهدها تزكى من حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون في ظل غياب أفق سياسي يمنحهم الأمل في إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الوطنى الفلسطينى وعاصمتها القدس الشرقية وبما يتفق مع الصيغة المتوافق عليها دوليا لإنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلى من خلال حل الدولتين ليعيشا في سلام وأمن.
ومن هنا أطالب الحكومة الإسرائيلية بالعمل الجاد على نزع فتيل هذه الأزمة والتحلى بروح المسئولية ووقف هذه الانتهاكات اليومية للحرم القدسى الشريف باتخاذ إجراءات فعالة وفورية منعا لأسباب هذا التوتر المتصاعد بصورة كاملة ولنتجنب جميعا تبعات تفاقم هذا الوضع وخروجه عن السيطرة.
إن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية ستظل في وجدان العالم بأسره والحفاظ عليها وعلى سلامتها أمر واجب لا يجوز أن نتهاون فيه.
أرحب مجددا بكم ضيفا عزيزا على مصر وأشكركم على مباحثاتنا المثمرة اليوم وأتطلع إلى مواصلة الحوار البناء بيننا في كافة الموضوعاتبما يعود بالخير والنفع على الجانبين وعلى الاستقرار والأمن والتنمية في المنطقة.