وأضاف سفير الصين ، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط ، إن مصر تقع في نقطة التلاقي للحزام والطريق وتعد اليوم شريك التعاون الطبيعي لبلادنا في بناء مبادرة الحزام والطريق كما أنها كانت همزة الوصل التجارية والثقافية بين الشرق والغرب في التاريخ..مشيرا إلى أن طريق الحرير القديم الممتد لآلاف السنين يمتد حيويته الجديدة في العصرالجديد.
وأوضح أن الرئيس الصيني شي جين بينج أكد ، خلال لقائه مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي على هامش مشاركته في الدورة الثالثة لمنتدى (الحزام والطريق) للتعاون الدولي الذي عقد الأسبوع الماضي في بكين ، على التعاون المثمر مع مصر في العقد الماضي حيث تدعم بكين القاهرة لتسير في طريق التنمية الذي يتناسب مع ظروفها الوطنية، وتحرص على تعميق المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية وتشجيع الشركات الصينية ذات الإمكانية للاستثمار ومزاولة الأعمال في مصر.
وأعرب عن ترحيب الصين بدخول مزيد من المنتجات المصرية المميزة إلى السوق الصينية وحرصها على العمل مع مصر لحسن تنفيذ نتائج الدورة الثالثة لمنتدى (الحزام والطريق) للتعاون الدولي وتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية والتقنيات الزراعية والطاقة المتجددة، وتوسيع التواصل الشعبي، بما يدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى الأمام.
وأفاد بأن العلاقات القوية بين البلدين شكلت إرشادا قويا للتعاون الصيني المصري في بناء “الحزام والطريق” بجودة عالية فضلا عن آليات العمل الحكومية في كافة المجالات التي تعد منصة فعالة لتناسق السياسات..منوها بالزيارات العديدة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الصين وتواصله الوثيق مع الرئيس شي جين بيج ..مشيرا في هذا الصدد إلى توقيع الجانبين على اتفاقية علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة في ديسمبر عام 2014 .
وقال سفير الصين إن مشروع إصلاح وتحديث شبكة الكهرباء الوطنية المصرية بجهد 500 كيلوفولت الذي نفذ من قبل شركة State Grid الصينية أكبر مشروع من هذا النوع في تاريخ مصر باعتباره (الشريان الرئيسي) للشبكة الوطنية لنقل الكهرباء، الأمر الذي يحل مشكلة نقص إمداد الكهرباء إلى حد كبير.
وأضاف أن مشروع المرحلة الثانية لرصيف الحاويات بميناء بورسعيد ومشروع المرحلة الثانية لرصيف الحاويات في ميناء السخنة الذي ينفذ من قبل شركة الموانئ الصينية China Harbor يهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للموانئ المصرية بشكل كبير، وقدم مساهمة مهمة لتطوير الممر الاقتصادي لقناة السويس ورفع مكانة مصر كهمزة الوصل للتجارة بين آسيا وأوروبا.
كما دُشن مشروع السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان في يوليو عام 2022 الذي نفذ من قبل شركة CREE الصينية، وهي أول سكة حديدية مكهربة في مصر بينما تم إقامة المركز المصري لتجميع واختبار الأقمار الاصطناعية (AIT) في يونيو عام 2023 الذي نفذ من قبل شركة CASC الصينية مما جعل مصر أول دولة إفريقيا تتمتع بقدرة AIT؛ سيتم إطلاق القمر الاصطناعي “مصر سات 2” في نهاية هذا العام.
وقال سفير الصين “إن شركتي هواوى وZTE الصينية ساهمتا في مشروع “رفع سرعة النطاق العريض” في مصر، وقامت بإنشاء ما يقارب 10 آلاف محطة الوصول، مما مكّن مصر من تصدّر القارة الإفريقية من حيث سرعة الإنترنت، ومكّن الشعب المصري من استخدام الإنترنت بسرعة أعلى وتكاليف أقل”.
وأشار إلى أن الصين حافظت منذ عام 2012 على مكانتها كأكبر شريك تجاري لمصر لـ11 سنة متتالية، ودخلت السوق الصينية المنتجات الزراعية المصرية المميزة، مثل البرتقال والعنب والفراولة المجمدة والتمر الطازج والرومان الطازج..منوها بأن الهيئة العامة الصينية للجمارك نشرت في سبتمبر الماضي إعلانا يسمح للمانجو الطازج المصري الذي يستوفي متطلبات الصحة النباتية بدخول السوق الصينية كما تعمل الجهات المعنية في مصر والصين حاليا على الدفع بتصدير الفلفل المجفف المصري إلى الصين.
وأوضح أن الصين كانت أنشط المستثمرين في مصر وأسرعهم نموا خلال العقد الماضي واستخدمت معظم هذه الاستثمارات إلى قطاع التصنيع ذي الأولوية بمصر وقد بلغ الاستثمار الصيني في مصر 640 مليون دولار أمريكي مما جعلها أكبر مستثمر آسيوي في مصر في عام 2022 ، وفي هذا السياق، تعد منطقة( تيدا ) للتعاون الاقتصادي والتجاري بالسويس المشروع النموذجي للتعاون في بناء “الحزام والطريق”، وقد جذبت المنطقة حوالي 150 شركة صينية وأجنبية، وتشكلت فيها 4 صناعات أساسية، أي مواد البناء الجديدة ومعدات النفط ومعدات الجهد العالي والمنخفض وصناعة الماكينات، الأمر الذي يوفر 5000 وظيفة و50 ألف وظيفة غير مباشرة.
وقال “إن المؤسسات المالية الصينية تعمل على ابتكار أساليب التمويل وتوسيع قنوات التمويل لمصر، ودعمت بقوة التنفيذ السلس للمشروعات النموذجية، مثل منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة والسكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان ومحطة توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة”..مشيدا بنجاح مصر في إصدار “سندات الباندا” في 16 أكتوبر الجاري بقيمة تبلغ 5ر3 مليار يوان في الصين مما جعلها أول دولة إفريقية تصدر هذه السندات.
وأكد على إحراز تقدم في التقارب بين الشعوب على نحو أعمق وقد حقق التعاون بين البلدين نتائج مثمرة في مجالات التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والصحة.. لافتا إلى أن الرئيس السيسي بعث في أول مارس عام 2020 المبعوث الخاص إلى بكين لإيصال المساعدات، وكان أول وزير الصحة الأجنبي زار الصين بعد انتشار جائحة كورونا.
وأضاف أنه تم تدشين في يوم 7 إبريل نفس العام، أي بعد شهرين فقط من ظهور الجائحة في مصر، أول خط الإنتاج للكمامات بالتعاون الصيني المصري في القاهرة بينما وقعت مصر والصين على اتفاقية بشأن إنتاج لقاح سينوفاك الصيني في مصر ، مما جعل مصر أول دولة إفريقية تتعاون مع الصين في إنتاج لقاح كورونا.
ونوه بحضور الرئيس السيسي افتتاح أولمبياد بكين الشتوي في فبراير عام 2022 وقد تم إضاءة برج القاهرة تعبيرا عن الدعم والتمنيات الطيبة لأولمبياد بكين الشتوي وفتحت الصين مركز الثقافة الصينية في مصر، ووضعت وزارة التربية والتعليم المصرية اللغة الصينية كالمادة الاختيارية في 12 مدرسة عامة، ودعمت 10 جامعات لإنشاء كلية أو تخصص اللغة الصينية وعلاوة على ذلك وفرت الحكومة الصينية عددا كبيرا من المنح الدراسية والتدريبية لدعم المواهب الممتازين والشباب المصريين للدراسة في الصين.