أقلام حرة

الصحفي أحمد إبراهيم الشريف يكتب مقال بعنوان ( لماذا لم تحتفل الأمم المتحدة بمئوية جمال عبد الناصر؟ )

الصحفي أحمد إبراهيم الشريف يكتب مقال بعنوان ( لماذا لم تحتفل الأمم المتحدة بمئوية جمال عبد الناصر؟ ) جاء كالتالي :

احتفلت الأمم المتحدة بمئوية ميلاد الزعيم الجنوب أفريقى الكبير نيلسون مانديلا، وهو يستحق، لكن ذلك يفرض سؤالا مهما: لماذا لم تحتفل نفس الأمم المتحدة بمئوية الزعيم العربى الأفريقى جمال عبد الناصر؟

 

لا أعرف، فى الحقيقة، آليات الاحتفال، فهل تتقدم دولة ما بطلب الاحتفال؟ أم أنه برنامج مسبق تعده سكرتارية الأمم المتحدة نفسها؟ لكن خلاصة الأمر أن هذه المؤسسات لا تزال تخشى ماضى جمال عبد الناصر، وهو بالمناسبة ليس نقيضا لماضى نيلسون مانديلا، لكن ناصر كان أكثر تأثيرا ووقوفا فى وجه الإمبريالية الغربية.

ربما لا تزال الأمم المتحدة تتذكر الخطبة الشهيرة التى ألقاها ناصر فى عام 1960، مصرا على الحديث باللغة العربية، ويومها اتهم هذه الأمم بالتراخى فى دورها، بل وصل الأمر إلى أنه، وهو فى عقر دارها، حملها المسئولية كاملة فى ضياع فلسطين، وتحطيم آمال الشعوب العربية الراغبة فى التحرر.  

ومما قاله “ناصر” فى ذلك اليوم، “فى منطقتنا من العالم فى الشرق العربى نسيت الأمم المتحدة ميثاقها ونسيت مسؤولياتها المتعلقة بحقوق شعب فلسطين. فهل أدى مر الأيام والسنين إلى حل للمشكلة؟ هل نسى شعب فلسطين وطنه وأرضه ودياره؟ هل نسيت شعوب الأمة العربية مأساة شعب فلسطين وتآمر الاستعمار الذى كان قائما بالانتداب عليه بتكليف من عصبة الأمم فإذا بهذا الاستعمار يقطع الوعد لآخرين بوطن يملكه غيرهم؟ ومنذ متى كانت أوطان الشعوب ملكاً للمستعمر، ينتزعها. . بكلمة. . من أصحابها ويعطيها غيرهم وفقاً لمشيئته؟ ولكن للاستعمار منطقه وكان منطق الاستعمار فى جريمته من شعب فلسطين أن يمزق الوحدة الجغرافية للعالم العربى من ناحية وأن يقيم لنفسه وسط العالم العربى من ناحية أخرى قاعدة يهدد منها الشعوب العربية، وما أظننا نملك دليلا على ذلك أقوى من دليل التآمر الذى صاحب العدوان الثلاثى علينا سنة 1956”.

بالطبع لا تقف مصر على أطراف أصابعها فى انتظار أن تحتفل الأمم المتحدة برموزها، فهى تعرف قدرهم وما قاموا به، كما أن الشعوب العربية والأفريقية تعرف ذلك وأكثر، فتأثير المصريين فى العصر الحديث، خاصة جمال عبد الناصر على تحرر الكثير من الشعوب وعمله كى  تكون لها كلمتها الخاصة لا ينكره إلا جاهد.

لكن ما نريده من احتفاء الأمم المتحدة برموزنا هو أن تعرف الأجيال الجديدة فى العالم هذه الأسماء التى غيرت الدنيا ووقفت بكل شجاعة فى وجه المستعمر وخاضت الحرب تلو الحرب من أجل “الحرية” وهذا أقل ما يستحقونه. 

 

زر الذهاب إلى الأعلى