يتفنن الشباب في كتابة “Status” على “فيس بوك” أو “تغريدة” على “تويتر” معقدة تبين لم يقرأها أنه فيلسوف أو عبقري في تفسيره وتحليله لمجريات الأمور، يكون مضمونها كلمات قليلة بلغة قديمة يقول عنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي “كلام عميق” ويظنون أن من يكتب هذه الكلمات هو من حكماء هذا العصر.
وخلال دراسة جديدة نشرها الموقع البريطاني “ديلي ميل” أكدت أن من يقوموا بكتابة هذه العبارات يعانون من مستوى ذكاء أقل مما نحن نتوقع فهو ليس حكيما أو فيلسوفا، وقام بهذه الدراسة علماء النفس في جامعة “واترلو” الكندية والتي تقع في مقاطعة “أونتاريو” على 850 متطوعا، طلب الباحثون من المشاركين تقييم سلسلة من الجمل التي نقول عنها “عميقة” على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأعلن أستاذ علم النفس “جوردون بينيكوك” المشرف عن الفريق الذي قام بالدراسة أن النتائج التي توصلوا إليها تدعم فكرة أن بعض من يكتبون هذه العبارات العميقة خادعة مثيرة فقط للإعجاب ولكن أصحاب هذه الشخصيات نفسهم أقل ذكاء وغالبيتهم ينقلون جمل عن كتب فلسفة ومنطق غير مشهورة. ويعلق الدكتور “هاشم بحري” رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر، ويقول :”أن يقتبس جملة من كتاب ما يمكن أن ننقلها ولكن نقول في النهاية انها نقلا من كتاب كذا حتى يعرف الجميع انك مجرد ناقل للمعلومة وليس من أفكارك، أما من يكتب كلمات غير مفهومة وينسبها لنفسه هو مريض بما يعرف باسم “الفيلسوف الكذاب” وهو من يقول كلمات غير صحيحة يصدقها من هم أقل فهما منه، وعند البحث في هذه الكلمات نجدها غير منطقية ولا تؤدي إلى أية قيمة أو مدلول مفيد، ولغياب الفكر النقدي يصدق كل من يرى هذه الكلمات كاتبها ويعتبره الملهم والحكيم الذي يمكن اللجوء إليه لحل أزمة أو مشكلة ما.
ويضيف دكتور هاشم قائلا : “في الغالب من يتقمص دور الحكم أو الفيلسوف بالعبارات الرنانة يكون قد قرأ كتب كثيرة ولكن فهمها بشكل خطأ ويحاول هو من خلال هذه العبارات تشتيت الآخرين بما هو مغلوط لديه، وهناك فرد من بين كل 100 شخص يصابوا بهذا الاضطراب في التفكير.