التحديق بالنساء عادة موجودة منذ الأزل وهي قديمة قدم الحب نفسه كما أنه السبب المباشر لغالبية المشاجرات بين العشاق والمتزوجين على حد السواء.
هو إطالة النظر لأي إمرأة كانت، جميلة كانت أم لم تكن. التحديق، وفق المفهوم العام عند البعض يرتبط بالإنجذاب، لكن ذلك النوع مختلف تماماً عما نتحدث عنه هنا.. إطالة النظر بسبب الإعجاب يدخل في إطار محاولة الجذب وكسب الود لكن ما نتحدث عنه هو التحديق من أجل التحديق أي «البصبصة».
التحديق فعل لا إراداي لا غاية منه، فليس كل من حدق بإمرأة يملك أجندة مخفية، رغم أن البعض قد يملكون. كما أنها لا ترتبط بطبقة معينة دون غيرها، والصور التي تفضح كبار السياسيين والمشاهير وهو يحدقون أكبر دليل على أنها عادة منتشرة بغض النظر عن الجنسية والمكانة والخلفية الثقافية أو الإجتماعية.
الأسباب مختلفة ومتنوعة ومرتبطة بشكل مباشر بشخصية كل رجل، لكن هناك بعض القواعد الأساسية التي يمكن تعميمها على الجميع.
تعامل الدماغ مع صورة المرأة
وفق دراسة نشرتها مجلة «يوروبين جورنال أوف سوشيال سيكولوجي» فإن آلية تعامل دماغ الرجل مع صورة المرأة قد تفسر سبب قيامه بالتحديق. دماغ الرجل لا يتعامل مع صورة المرأة ككيان متكامل خلافاً للمرأة التي يتعامل دماغها مع صورة الرجل «كشخص متكامل».
في هذه الدراسة تم توزيع مجموعة من صور النساء والرجال على مجموعة من الجنسين. ثم لاحقاً تم عرض مجموعة صور لأشخاص ومجموعة أخرى لأجزاء من أجساد هؤلاء الاشخاص. النتيجة كانت أن الرجال والنساء تمكنوا من تمييز صور أجزاء الجسم عندما كانت الصور تعود للرجال لكن حين كانت الصورة التي تعود لجزء من جسد المرأة فان الرجال فقط تمكنوا من معرفة بأنها إطلعوا عليها من قبل.
الخلاصة هي أن دماغ الرجل يتعامل مع صورة المرأة التي يصادفها في أي مكان كما يتعامل مع الأشياء الاخرى التي تهمه في حياته كالسيارة أو الكمبيوتر أي أنه يعاين الأجزاء ولا يمكنه رؤيتها ككل.
الرجل مبرمج لحب التنوع
الرجل مبرمج منذ البداية على حب التنوع وعلى البحث عن شريكة محتملة. صحيح أن الرجل قد لا يكون أعزباً لكن الامر فطري وهو يقوم بذلك بشكل لاإرداي فالفعل برمته أقرب الى الغريزة الفطرية . «فوظيفة» الرجل النظر والبحث عن المرأة التي تتمتع بالخصوبة رغم أن هذه الفكرة هي أبعد ما يكون عن تفكيره لكنها محفورة في تركيبته كمخلوق بشري. في المقابل فإن حب التنوع يجعله يحدق بالاخريات لمجرد أنهن اخريات لا لانهن أكثر جمالاً من شريكته أو لانه يريد السعي خلفهن.. نظرات محصورة في إطار حب التنوع لا أكثر.
قوة التأثير البصري
الرجل مبرمج أيضاً للتفاعل جنسياً مع التأثيرات البصرية. الأمر هو ردة فعل لا يتحكم بها.. يشاهد إمرأة جميلة فيختبر بعض المشاعر الجنسية. واقع تستغله جميع وسائل الإعلام والشركات على إختلافها، فغالبية الإعلانات التي تروج لسلع يشتريها الرجال تعتمد على النساء أو حتى على أجزاء من أجساد النساء. النظرية بكل بساطة هي أن الرجل يمكنه اختبار مشاعر جنسية عند رؤية مفاتن أي إمرأة بغض النظر عما إن كانت جميلة أم لا. والمثير هنا أن المشاعر تتلاشى كلياً بالسرعة نفسها التي وجدت فيها بعد خروج المرأة من مجال رؤيته .
وهم والوضح
التحديق يبدأ منذ سن مبكرة، خلال مرحلة الطفولة أكثر جملة يسمعها الطفل من والدته حين تريد منه الانتباه لشيء ما هي: «انظر هنا». في الواقع أي شخص وحين لا يفهم جزئية معينة فهو يلجأ الى التحديق وكأن ذلك سيجعله أكثر وضوحاً. وبما أن الذكور يعانون من قصور الإنتباه وفرط الحركة أكثر من الفتيات فإن نسبة عدم الفهم لمختلف الأمور أعلى وهكذا تترسخ عادة التحديق منذ البداية وتتراكم وصولاً الى مرحلة المراهقة . خلال هذه الفترة الهرمونات هي التي تكون المهيمنة والمتحكمة، فيصبح موضع إهتمام المراهق هو الجنس الاخر.
الجنس الاخر بالنسبة اليه خلال هذه المرحلة فئة «غير مفهومة» والمشاعر المرتبطة بالنساء غامضة وكل ما يرتبط بهذا العالم مربك ..وعليه التحديق سيكون الهدف والغاية.
مناطق معينة هي الملامة
في دراسة أجرتها جامعة نبراسكا إستخدمت خلالها برنامج يراقب حركة العيون تبين بأن أكثر ما ينظر اليه الرجل هو صدر المرأة أولاً ومنطقة البطن ثانياًوبالتالي فإن الأساس الذي يعتمد عليه الرجل لتقييم جاذبية المرأة ليس وجهها على الإطلاق . الأمر يرتبط بعلاقة الذكر بأمه فوفق النظرية الانجذاب للسمات الانثوية يبدأ بسبب الروابط التي تبدأ خلال مرحلة الرضاعة.
خلال الرضاعة يتم تحفيز إفراز هرمون الحب «الأوكسيتوسين» عند الأم وهي تنقلها الى طفلها.. وهكذا تصبح العلاقة في اللاوعي مع هذه المناطق من الجسد ترتبط بشعور جميل وآمن. ورغم التفسير العملي لكن كل المجتمعات تصنف هذا النوع من التحديق كـ «قلة أدب».