المكياج.. نعمة ونقمة العصر الحديث. وجه مرتب وملون ، جميلة الملامح وكل جزئية من وجهها تبدو مثالية ومرسومة بعناية. لكن وبما أنك تملك الدهاء الكافي، فأنت تدرك مسبقاً بأن ما تراه حالياً قد لا يكون ما هي عليه خصوصاً وأن المكياج بات أقرب حالياً الى القناع الذي يخفي العيوب.
ولعل قصة الرجل الجزائري خير دليل على معضلة المكياج، فالرجل هذا طلق زوجته وإتهمها بالتزوير والإحتيال بعد يوم واحد من الزواج لأنه تمكن وللمرة الأولى من رؤية وجهها من دون مكياج.. وبطبيعة الحال ما رآه لم يعجبه.
في المقابل هناك فئة لا تضع مستحضرات التجميل، وهنا يجب التمييز بين النساء اللواتي المكياج من أجل الظهور بطلة طبيعية وبين اللواتي لا يعتمدن المكياج على الإطلاق.
فما الذي يفضله الرجل العربي، المتبرجة أم تلك التي تكره المكياج ؟ البعض قد يجيب بأنها مسألة أذواق، وعليه ما يعجب رجلاً قد لا يعجب آخر، وهي نقطة صحيحة تماماً لكن هناك ما هو أكثر من مجرد تفضيل معين.
هناك نظريات عديدة حول ما إن كانت المرأة التي تتبرج تعاني من إنعدام بالثقة بالنفس، فالبعض يؤكدها والبعض الآخر ينفيها. لكن ما مؤكد بأن المرأة التي تضع المكياج تصبح وفي مرحلة ما من حياتها تعتمد عليه بالكامل، وبالتالي لا يمكنها الخروج من منزلها من دون أن تتبرج.
المشكلة هنا هي أن الإعتماد هذا يؤثر على ثقتها بنفسها.. فهي باتت تستمد ثقتها بنفسها من مظهرها الخارجي. في المقابل ما هو محسوم أن تلك التي لا تضع المكياج على الإطلاق تملك ثقة كبيرة بالنفس وهي من النوع الذي لا يكترث لرأي الآخرين ومتقبلة لعيوبها ما يعني أنها متصالحة مع ذاتها.
ماذا تعني كل هذه الأمور للرجل؟ حسناً الإجابة هنا ترتبط بشخصية الرجل، فبعض الرجال ينجذبون للمرأة الواثقة من نفسها وعليه سيختارون تلك التي لا تضع المكياج، لكن هناك فئة من الرجال تبحث عن النساء «المعطوبات» اللواتي يعتمدن عليهم نفسياً وعاطفياً وعليه فالخيار سيكون المتبرجة.
اختلاف المفاهيم والأذواق
هناك بعض أنماط المكياج التي يكرهها الرجل العربي، ومنها الرموش الإصطناعية، أحمر الشفاه الداكن، المكياج المبالغ بها، ومكياج العيون الذي يجعلها تبدو كساحرة شريرة. في الواقع جميع الدراسات العالمية أكدت بأن الرجال يفضلون «الكميات القليلة» من المكياج وأن أكثر ما يكرهه الرجل هو أحمر الشفاه باللون الاحمر الداكن ومع ذلك المرأة لا تكترث.
فكميات المكياج التي نجدها على الوجوه مهولة، والمرأة التي تحب نمطاً معيناً من المكياج غير مستعدة للتخلي عنه. فهي تعتبر بأن المكياج يعزز جمالها الطبيعي وبما أن مفهوم الجمال نسبي وما يصنف كمعزز أيضاً نسبي فإن الأمر يختلف من شخص لآخر. لكن في حال كان الرجل يكره وبشدة الوجوه الملونة بشدة فهو سيميل الى غير المتبرجة.
الأنوثة من عدمها
الشركات المصنعة للمواد التجميلية حصرت الأنوثة في قالب مستحضراتها.. صورة لم تتأثر بها النساء فحسب بل الرجال أيضاً. المرأة المتبرجة بالتأكيد ستبدو أكثر أنوثة من تلك غير المتبرجة في حال كان المقياس هو «مفهوم الانوثة» المعاصر. غير المتبرجة لن تبدو بالنضارة نفسها ولا النعومة نفسها أو حتى الإثارة نفسها التي تبدو عليه تلك التي تضع المكياج. حتى أن البعض يذهب لأبعد من ذلك ويصنف المرأة غير المتبرجة على أنها مسترجلة الى حد ما. لكن النظرية هذه لا يمكن تعميمها بشكل كامل وإن كانت الكفة هنا، في نقطة مفهوم الرجل للأنوثة ، تميل لصالح المتبرجة.