بسم الله الرحمن الرحيم
هل ينزل الشعب ….
مصر تتعرض لأسوأ مؤامرة اقتصادية تتعرض لها دولة في التاريخ ، ومن يقرأ الأحداث بتأنٍ ورؤية موضوعية يصل للحقيقة وهي واضحة المعالم .. عقب ثورات الربيع العربي أو الربيع الغربي ، وهذا اسمه الحقيقي ؛ لأن الغرب خطط لسنوات طويلة لتدمير المنطقة ، واستخدم الأدوات من داخل الدول لتحقيق أهدافه ، ويقتصر دوره على الدعم والمساندة ، ثم الاعتراف بعد ذلك بالثورة ، مستخدمًا الآلة الإعلامية الضخمة في الترويج للديمقراطية المزعومة بعد حكم الطغاة والمستبدين ، وسقطت الدول العربية دولة يعقبها دولة ؛ حتى جاء الدور على مصر ، وتم مساندة حكم التيار الإسلامي المسمى بالإخوان المسلمين ، وطار الغرب فرحًا ؛ فقد حصل على الجائزة الكبرى وهي مصر ، ولم يكن يدري أشد المتفائلين من المحللين والجهابذة السياسيين في الغرب أنها نقطة التحول التاريخية في تاريخ المنطقة ؛ لأن الشعب المصري بطبيعته ذو طابع ديني حقيقي موروث منذ آلاف السنين ، لم يبتلع طعم العباءة الدينية المزورة ، ولا الدجل باسم الدين ؛ فكانت ثورة (30) يونيو التي أطاحت بحكم الإخوان وجاء النظام الحالي في مصر مدعومًا من أهم الدول العربية في منطقة الخليج العربي السعودية والإمارات والكويت والبحرين ، وقبل كل ذلك مدعومًا بإرادة شعبية أذهلت العالم .. وهنا بدأ تغيير السيناريو والضغط على مصر عسكريًا ، ومنع المعونات العسكرية ، ومنها قطع الغيار والسلاح ؛ حتى تركع مصر ، ويتم تدميرها ذاتيًا بواسطة الإرهاب الأسود في سيناء ، وإرهاب الجماعة ، وأنصارها في الداخل .. ولأن المؤامرة كانت واضحة مثل الشمس بدأ التحرك المصري في اتجاه رفع الكفاءة القتالية لقواته المسلحة ، وتنويع مصادر السلاح وساندته الدول العربية بكل قوة من دعم مادي ومعنوي ؛ لأن الجميع يعلم ويدرك أن سقوط مصر هو السقوط الحقيقي للأمة العربية .. وهنا يبرز التقارب المصري الروسي والذي بدأت ملامحه خلال فترة تولي الرئيس ” السيسي ” منصب وزير الدفاع ، والمشاهد القوية التي تخللتها الزيارة الأولى لروسيا ، ولعل أبرزها إهداء الرئيس ” بوتين ” للرئيس ” السيسي ” جاكت القوات المسلحة الروسية ، وعليه النجمة الحمراء الشهيرة ( رمز روسيا ) .. وأعقب ذلك بعد توليه السلطة المساندة في صفقة الميسترال ( حاملات الطائرات ) ، وقيام روسيا حاليًا بإعداد وتجهيز الطائرات الخاصة بها وهي ( Ka-52) ، وهي المنافس الشرس للأباتشي ، وكذلك ما تم الإعلان عنه من صفقات وتدريبات بين الجيشين في مصر وروسيا .. وهنا كان لابد لقوى الشر أن تبدأ التحرك من جديد ، ولكن الخيار هذه المرة هو خيار اقتصادي ، وذلك من خلال ضرب الاقتصاد المصري ؛ من خلال تدمير السياحة المصرية ، واستغلال حادث سقوط الطائرة الروسية في سيناء ، وما أعقبه من إعلان إجلاء السائحين من سيناء في رحلات إجلاء سريعة لم تتم لرعاياها في دول المحرقة ، وأقصد ليبيا وسوريا والعراق واليمن ، مستغلين زيارة الرئيس لإنجلترا ؛ لتوجيه السهم وإحراجه عالمياً وداخلياً ؛ نظراً لأنهم كانوا يقرأون المشهد جيدًا ، ويعلمون أن الشعب المصري كان يرفض هذه الزيارة ؛ لأنها – أي انجلترا – هي الدول الحقيقية الداعمة للإرهاب الذي يهدد أمن وسلامة مصر .. وإن دل هذا التصرف على شيء ، فهو يدل على الجليطة البريطانية في التعامل حتى خلال الزيارة الرسمية وهو يخالف كل الأعراف الدبلوماسية .. إذًا لقد جاءت الفرصة لضرب العلاقات المصرية الروسية ، وشل الذراع الاقتصادي الأكبر بين الدولتين ، وهو السياحة .. وهنا لابد أن نحترم وجهة نظر الرئيس الروسي ” بوتين ” ؛ لأن هناك رأيًا عامًا روسيًا داخليًا يقرأ ويسمع عن تفجير الطائرة في كل وسائل الإعلام الغربية .. فكان لابد من امتصاص هذه المشاعر ؛ لتفويت الفرصة على الطامعين في تدمير العلاقات المصرية الروسية .. لقد تبارت وسائل الإعلام الغربية في استباق الأحداث ، والتأكيد على أن الطائرة سقطت بعمل إرهابي عن طريق زرع قنبلة داخل الطائرة ، وهو الذي أدى إلى سقوطها .. ولو سلمنا جدلاً بهذه النتيجة يبقى السؤال الأهم ..
من له المصلحة في إسقاط الطائرة الروسية ؟
هل هي أجهزة المخابرات الأجنبية التي مازالت تعبث داخل مصر والوطن العربي ؛ لتركيع مصر ، أم هل هي دول بدأت تخشى العلاقات المصرية الروسية ، وتأثيرها المستقبلي على اختلال ميزان القوى العسكرية في المنطقة ، أم هم الأعداء الظاهرون للجميع والكارهون للقيادة الحالية ، والذين لم يتوقفوا خلال الفترة الماضية عن دعم الإرهاب على أرض مصر ماديًا وإعلاميًا وسياسيًا ؛ أملاً في إسقاط الدولة والنظام ، والاستيلاء على ما تبقى من أشلاء مصر بعد ذلك ، والمؤكد أنهم قد يكونون استخدموا عناصر إرهابية في تنفيذ مخططهم ، لأنهم جهلة وحمقى ، ويسهل التغرير بهم هذا في حالة ثبوت نظرية العمل الإرهابي ..
من هنا
هل يركع الشعب المصري لكل محاولات كسره وتركيعه ، أم يلتف حول قيادته وليساندها ويخرس ألسن الخونة والشامتين ، والذي فرحوا في هذه الكارثة ، وكأنها ليست بلدهم ، وأن الشر الذي سيحل بها لن يطولهم ..
هل يسكت الشعب أم ينزل ؛ ليثبت للعالم أجمع ، ويؤكد صدق اختياره لقيادته والتفافه حولها ؟
وللحديث بقية …