ركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال تناولها للشأن المصري علي لقاء رئيس حركة حماس في قطاع غزة ” يحي السنوار ” مع النائب ” محمد دحلان ” بالقاهرة في شهر يونيو الماضي ، حيث ذكر موقع ( يديعوت أحرونوت ) – تحت عنوان ( برعاية مصر .. التحالف الجديد بين السنوار ودحلان ) – أن التقارب المفاجئ بين الطرفين لم يكن من نتاج لقاء المصالح السياسية فقط وإنما جاء نتيجة لعوامل ( ثقافية / أخلاقية ) ، حيث أن كلاً من ( السنوار / دحلان ) يتقاسمان الهوية السياسية والصوت المشترك ، وأن التقارب بينهما يصب في مصلحة مصر التي ترغب في قطع العلاقات القائمة بين الجناح العسكري لحماس وداعش في سيناء .. وفيما يلي الموضوع بالتفصيل :
برعاية مصر : ( الائتلاف الجديد بين السنوار ودحلان )
- ذكر موقع صحيفة ( يديعوت أحرونوت ) أن الانقسام الداخلي الفلسطيني المستمر منذ عقد من الزمان يؤكد على ضعف القيادة الفلسطينية ويخلق ديناميكا سياسية للعنف وعدم السيطرة وهذا يدل أيضاً على شكل منظومة العلاقات أمام دولة إسرائيل .
- أضاف الموقع أن هذا المنعطف التاريخي يعتبر أحد النقاط الصعبة في تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية حيث أن الانشقاق السياسي – الجغرافي يُصعب على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من إدارة طريقها في المسار السياسي لتطبيق حل الدولتين للشعبين .
- أوضح الموقع أن الأزمة التي تعيشها القيادات الوطنية تُلزمها بإيجاد حلول تمنح الجيل الصغير الشعور بالأمل ، وبشكل طبيعي فإن ضعف المنظومة الوطنية والهوية الحزبية تسمح ببناء تحالفات سياسية ترتكز على هويات بديلة .. صحيح يبدو اليوم أن هناك تغيير في المجتمع الفلسطيني الذي يمر بطريق بناء تحالفات جماعية حول دعم العلاقة الإقليمية – الجغرافية بموازاة للقومية .
- اكد الموقع أن هذا هو خلفية القصة غير الطبيعية برعاية مصر التي تم نسجها مؤخراً بين ” محمد دحلان ” – الذي تمت إزاحته من صفوف حركة فتح في عام 2011 والذي يرى نفسه وريثاً مستقبلاً لـ ” أبو مازن ” – ، والزعيم الجديد لحركة حماس ” يحيى السنوار ” ، وكان قد تم وصف ” محمد دحلان ” عشية إتمام السيطرة العسكرية لحركة حماس على قطاع غزة في عام 2007 والذي كان قائداً آنذاك للأمن الوقائي الفلسطيني على أيدي قيادة حماس كشخص فاسد يضر بالقيم والمبادئ الإسلامية .
- أشار الموقع إلى أن التقارب المفاجئ بين الطرفين لم يكن من نتاج لقاء المصالح السياسية فقط وإنما جاء نتيجة لعوامل هوية ثقافية أخلاقية ، حيث أن كلاً من ( السنوار / دحلان ) نشأ سوياً في مخيم اللاجئين (خان يونس) وأنهما يتقاسمان الهوية السياسية والصوت المشترك ، إضافة لهذا ، لم يكن بين الاثنين تاريخ دموي سيء . وافترق كلاً من ( دحلان / السنوار ) في بداية الانتفاضة الأولى ومنذ ذلك الحين وحتى لقاءهما مؤخراً في القاهرة لم يكن بين الاثنين عداء ، بل العكس من ذلك ربما كان بينهما اشتياق .
- ذكر الموقع أن التعارف الشخصي والهوية المشتركة بين ( دحلان / السنوار ) تشكل ثروة لدى مصر ، والتي تهتم بقطع العلاقات القائمة بين الجناح العسكري لحماس وداعش في سيناء ، وأن إيجاد منظومة تعتمد على الناحية الاقتصادية – السياسية والتي تمر عن طريق ” دحلان ” ويدعمها ” السنوار ” فإن الأمر يمنح مصر فرصة تحقيق هذه الأهداف ، حيث أن الهوية المحلية الغزاوية التي تحظى بشرعية كبيرة من جانب مصر تمنح حماس إيجاد صيغة تبقيها سياسياً ، وبالنسبة لـ ” دحلان ” فإن هذه الهوية تجعل أمامه فرصة من جديد لترأس القيادة الوطنية وأن الهدف من التحالف بين ” دحلان ” وحماس هو قيادة إجراءات مشتركة تحسن من الحياة اليومية لسكان القطاع الذين يعانون من النقص في الكهرباء والمياه والبنى المدنية الأساسية ، ومن المتوقع أن يشغل ” دحلان ” وأموال المنح من الخليج الفراغ الذي تركه ورائه ” أبو مازن ” والذي اختار المساس بميزانية الأجهزة البيروقراطية والبنى الأساسية المدنية في قطاع غزة من أجل إخضاع حماس ، وهذا يأتي بعد جهود من جانب حركة حماس بقيادة ” السنوار ” لإقامة حكومة بديلة تُضعف تأثير حكومة السلطة الفلسطينية في قطاع غزة .
- أشار الموقع إلى أنه باستثناء الخصومة بين فتح وحماس فإن الصراع الداخلي في حركة فتح بين ( أبو مازن / دحلان ) هو صراع شخصي ، فإن ” أبو مازن ” رفض في السابق محاولات مصر للصلح بين الطرفين وأصر على إغلاق الطريق أمام ” دحلان ” للعودة إلى حركة فتح وعدم الوصول إلى نقطة تأثير في المستقبل ، ومن أجل إحباط عودة ” دحلان ” إلى نقطة تأثير سياسي ، بادر ” أبو مازن ” مؤخراً لعقد لقاء مع قيادة حماس في الضفة الغربية برئاسة ” نصر الدين الشاعر ” واهتم لقاء قيادات فتح وحماس في الضفة الغربية بمناقشة موضوع المصالحة الداخلية الفلسطينية وإيجاد حل للأزمة الإنسانية في قطاع غزة ، وعلى غرار ( دحلان / السنوار ) فإن ” أبو مازن ” اعتمد على ثقله السياسي الإقليمي للتقدم وتحقيق موضوعات ذو أهمية وطنية وعمل جدول سياسي ، وقد تم نقل الرسالة من الضفة إلى قطاع غزة ، وفي رد فعل على هذا ، فقد دعا ” صلاح البردويل ” أحد قادة حماس للعودة إلى مسار المصالحة وأعرب عن استعداده باسم حركة حماس بإلغاء مجلس القيادة البديل مقابل تحديد تاريخ انتخابات عامة وإجراء إصلاحات في هيكل منظمة التحرير الفلسطينية .
- ذكر الموقع أن كلاً من حركتي ( فتح / حماس ) و” دحلان ” يعتمد على الشعبية الموجودة في الشارع الفلسطيني لتحقيق مكاسب في الساحة السياسية الوطنية الفلسطينية ، وقد تم الاعتماد على العوامل التي تحقق هذه المكاسب والتي تتمثل في العشائر والقبائل التي تشكل عقبة أمام طابع العمل الوطني ، وفي الحالة الفلسطينية فإن السياسة الجماهيرية الإقليمية مصبوغة بألوان وصبغة وطنية وإسلامية وتستخدم كدافع للنمو المستقبلي والتي تلعب في المستقبل دوراً رئيسياً في المعارك حول الوريث بعد ” أبو مازن ” .