يبدع الرجال بشكل مذهل في شرح الأسباب التي دفعتهم إلى خيانة زوجاتهم، أو خطيباتهم، ففي بعض الأحيان لا يعتبرون ما فعلوه خيانة لأنه لا ينطوي على ممارسة علاقة جسدية مع طرف آخر.
ووجد استشاريو العلاقات الزوجية أن معظم الأسباب التي يستخدمها الرجال المخادعون لتبرير خيانتهم مثيرة للاهتمام بالفعل، وذلك لأن كل هذه الأسباب تقريباً تشير إلى نتيجة واحدة تتلخص بأن الخيانة هي الحل المنطقي الوحيد للمصاعب التي يواجهونها سواء في علاقتهم الزوجية أو مشكلات حياتهم الأخرى، وغالباً ما نفكر بشكل ضمني بأن الغش أحد الخيارات التي يمكن أن نلجأ لها، ولكنها بالتأكيد واحدة من بين خيارات عديدة قد تشمل ممارسة هواية محددة أو التطوع لجعل العالم مكاناً أفضل للعيش.
كما يمكننا التحدث بصراحة مع شريكتنا عن مشاعرنا لنوصل سوياً إلى صياغة علاقة مرضية مبنية على أسس أكثر رسوخاً، وكل ذلك يمكن أن يشكل بديلاً للكذب والخداع والتلاعب وحفظ الأسرار بعيداً عن شريكتك الحقيقية في الحياة.
مبررات الخيانة عند الرجل :
لا يعتمد معظم الرجال على هذا النوع من الرؤية لذلك نجدهم عند المواجهة يقومون بتبرير سلوكهم بعبارات مثل:
- جميع الرجال يملكون الرغبة بممارسة علاقة جسدية مع نساء أخريات، وجميعهم يستغلون الفرصة عندما تتاح لهم.
- جميع الرجال يملكون حاجة بيولوجية تدفعهم لممارسة علاقة جسدية مع أكبر عدد ممكن من النساء، فلماذا يجب أن أكون مختلفاً عنهم؟
- لو تمكنت من إشباع رغبتي الجسدية في المنزل لما كنت بحاجة للخيانة.
- أنا لا أقوم بشيء لا يقوم به أصدقائي أو الرجال الآخرون.
- ما كنت سأفكر بالخيانة لو أن زوجتي قد خسرت بعضاً من وزنها أو لو كانت أكثر جمالاً بالنسبة لي.
- أنا أتعرض لضغط كبير في عملي ووجدت بعض الراحة عبر تصفح المواقع الفاضحة على الإنترنت.
- جميع الرجال لا يفوتون فرصة الحصول على بعض المتعة، هذه ليست خيانة.
- كان والدي ينظر إلى النساء في المجلات ويذهب إلى النوادي الليلية وذلك لم يكن مشكلة كبيرة، وأنا أقوم بالدردشة مع بعض النساء على الإنترنت فما الفرق؟
- لو كانت الشرطة تقوم بعملها لما كنت وقعت ضحية الزنى.
- أنا أقوم فقط بإرسال الرسائل المثيرة وبعض جمل الغزل، فأين الضرر في ذلك؟ أنا لا ألتقي أيا من هؤلاء النساء.
يطلق استشاريو العلاقات الزوجية على هذه الطريقة بالتفكير “النكران” والتي تعتبر من منظور العلاج النفسي سلسلة من الأكاذيب الداخلية التي يخدع بها الرجال أنفسهم ليجعلوا سلوكهم المثير للجدل أمراً مقبولاً على الأقل أمام أنفسهم. وتؤكد النماذج النفسية أن الرجل يقوم بدعم الخداع الذاتي بمجموعة من المبررات التي يبني معظمها على حفنة من الأكاذيب، لذلك فإن إنكار الرجل الخائن يبدو من وجهة نظر مراقب حيادي كالمعالج يشبه إلى حد كبير منزلا من الورق في قلب عاصفة شديدة الرياح، إلا أن هؤلاء الرجال غالباً ما يصّرون على التماسك بما يعتبرونه المنطق السليم.
وفي وسط كل هذا النقاش يجب أن نطرح سؤالاً أساسياً وهو لماذا يقوم الرجال بالخيانة؟ ولماذا يستمرون في معظم الأحيان بالخيانة حتى بعد كشف أمرهم أو حتى لو كان ذلك سيأخذهم إلى مواجهة غير محمودة العواقب قد تؤدي إلى الطلاق أو فقدان التواصل العائلي أو خسارة المكانة الاجتماعية وما شابه ذلك؟
وفي الحقيقة، قد تلعب العديد من الظروف دوراً هاماً في دفع الرجل إلى الخيانة الزوجية، وعلى الرغم من ذلك فإن اختياره للخيانة يعود إلى واحد أو أكثر من العوامل التالية:
أسباب خيانة الرجل
- عدم النضوج: إن عدم امتلاك الرجل لخبرة كبيرة في العلاقات الملتزمة أو عدم وجود وعي كامل لعواقب أفعاله التي قد تؤذي شريكة حياته، فإنه غالباً سيعتقد أن هذا النوع من المغامرات أمر مقبول، كما يمكن أن ينظر للالتزام بزواجه يشبه السترة التي يستطيع ارتداءها أو خلعها متى يشاء.
- المشاكل الطارئة: قد يواجه بعض الرجال العديد من المشاكل الطارئة كأحد أنواع الإدمان الخطيرة التي تؤثر على طريقة اتخاذهم القرار، وهذا يعني أنه يلجؤون إلى التخيلات والسلوكيات اللا أخلاقية كوسيلة للهروب من الحياة وصعوباتها.
- فقدان الثقة بالنفس: قد يشعر بعض الرجال أنهم أصبحوا كبارا في السن أو ما زالوا يافعين جداً أو أنهم غير جذابين أو لا يملكون ما يكفي من المال وما إلى ذلك، وترتبط معظم هذه المشاعر بأزمة منتصف العمر لدعم الأنا المتداعية، لذلك فإنه يسعى للحصول على عدد من النساء لتعزيز ثقته بنفسه.
- إشعار لإنهاء العلاقة: قد يرغب الرجل بإنهاء علاقته الحالية مع شريكته ولكنه لا يملك الجرأة لإخبارها بأنه غير سعيد معها، لذلك فهو يلجأ للخيانة من أجل الحصول على الانفصال. وقد لا يرغب الرجل بالانفصال بشكل فوري عن شريكته حتى يستبدلها بعلاقة أخرى مناسبة، لذلك فهو يبحث عن العلاقة الجديدة المناسبة بينما لا يزال مع شريكته الأولى.
- فقدان الدعم الاجتماعي: قد يعتقد بعض الرجال أنهم لا يحتاجون إلى علاقات صداقة، طالما أنهم يلبون احتياجاتهم الاجتماعية والعاطفية بالكامل من خلال علاقاتهم مع زوجاتهم، ولكنهم يشعرون بأهميتها عندما تفشل الزوجة ببعض الأحيان في القيام بهذا الواجب، مما يدفعهم إلى إقامة علاقة متنوعة لملء هذا الفراغ.
- عدم التمييز بين الاعجاب والالتزام: قد لا يفرق الرجل بين التقارب الرومانسي والحب على المدى الطويل، فيعتقد أن الاندفاع الكيميائي العصبي للرومانسية المبكرة يجب أن تبقى موجودة بشكل دائم، ولا يدرك أن هذه الشرارة الرومانسية تخسر رونقها في العلاقات الصحّية طويلة الأجل وتتبلور في أمور أخرى أكثر عمقاً تجمع بين الشريكين.
- التعرض للإساءة في مرحلة الطفولة: إن تعرض الرجل في مرحلة الطفولة إلى الإساءة الجنسية أو الاهمال أو الإيذاء العاطفي سيجعله يعاني من مشاكل في مشاعره وحياته الحميمية تجعله غير قادر أو غير راغب في الالتزام بعلاقة مع شخص واحد، وقد تكون العلاقات المتعددة وسيلة لتهدئة آلام هذه الجروح القديمة في نفسه.
- الأنانية والشعور بالتفوق: قد تعود أسباب الخيانة ببساطة إلى أنانية الرجل وشعوره بالتفوق بأنه قادر على الكذب والاحتفاظ بالأسرار طالما أنه يحصل على ما يريد أو لأنه قادر على إقامة علاقات مع نساء أخريات، وينظر إلى الزواج على أنه تضحية قدمها من أجل الحصول على شيء آخر، كما قد يشعر بأنه يستحق الحصول على النساء المميزات خارج نطاق علاقته الأساسية وقتما يريد.
- الفرص والتوقعات: قد لا يفكر بعض الرجال بالخيانة ولكنهم لا يفوتون الفرصة إذا أتيحت أمامهم من دون التفكير بعواقب أعمالهم على علاقتهم الزوجية وعائلاتهم. وفي بعض الأحيان، يشعر الرجال أن شريكتهم مطالبة بتلبية جميع نزواتهم ورغباتهم على مدار الساعة بغض النظر عن مشاعرها وصحتها، من دون أن يتفهم أن المرأة لديها العديد من المشاعر والأفكار والاحتياجات أيضاً، وعندما لا تتمكن المرأة من تنفيذ رغباته يذهب لتحقيق نزواته في العلاقات المتعددة.
- الغضب والانتقام: لا تخلو العلاقة الزوجية من المشاكل لذلك قد يلجأ بعض الرجال إلى العلاقات مع نساء أخريات بهدف إيذاء زوجاتهم اللواتي يعلمن بالخيانة لأنه لا يكلف نفسه عناء الكذب أو إعطاء التبريرات لهذه الخيانة.
وفي الخلاصة، لا يوجد عامل واحد يدفع الرجل للخيانة، وقد تتطور أسباب الخيانة الزوجية مع تغير ظروف حياته، وبغض النظر عن الأسباب لا يمكن تبريرها طالما أنه يوجد خيارات أخرى يمكن اللجوء إليها كعلاج الأزواج أو الانفتاح على الشريك أو حتى الانفصال والطلاق، لذلك لا يملك الرجل الحق بتدمير العائلة، كما أن معرفة الدوافع تساهم في تجنب الوقوع في فخ الخيانة بالمستقبل.