ظهر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مرتديا الزي العسكري على خط الجبهة الأمامي مع الجيش الذي يقاتل قوات تيجراي في منطقة عفر شمال شرقي البلاد.
وقال آبي أحمد الذي كان يتحدث للتليفزيون بلغتي أوروميا وأمهرة المحليتين، إن قوات تيجراي تنسحب من المناطق التي احتلتها حتى الآن، زاعمًا أنها ليست في وضع يسمح لها بمنافسة الجيش الوطني، بحسب محطة فانا الإثيوبية.
وأشار إلى أن الجيش الإثيوبي تمكن من تحرير منطقتي شيفرة وكاساجيتا في منطقة عفر، ويواصل التقدم إلى مناطق أخرى في عملية عسكرية واسعة النطاق.
الخطوط الأمامية
وكان قد قال متحدث باسم الحكومة الإثيوبية إن رئيس الوزراء آبي أحمد موجود على الخطوط الأمامية مع القوات الحكومية منذ الثلاثاء، مع انزلاق البلاد إلى حرب أهلية.
ويشار إلى أن آبي أحمد هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، بوصفه رئيس الحكومة.
وقال وزير الإعلام الإثيوبي، اليوم، إن “نائب رئيس الوزراء ديميكي ميكونين هو المسؤول عن تسيير الأعمال اليومية للحكومة”.
وتواجه إثيوبيا، بعرقياتها المتعددة، خطر التفكك جراء الصراع المستمر منذ عام بين الحكومة المركزية وجبهة تحرير شعب تيجراي، والذي تفاقم منذ نحو عام.
وسيطرت الجبهة على مقاليد الأمور في إثيوبيا لمدة 25 عامًا قبل أن تنضم إلى صفوف المعارضة بعد انتخاب آبي أحمد رئيسا للوزراء في 2018، ثم عززت قواعدها إقليم تيغراي، شمالي البلاد.
وأدى الصراع العام الماضي بين أديس أبابا وجبهة تحرير شعب تيجراي بشأن تأجيل الانتخابات الوطنية جراء جائحة فيروس كورونا، إلى العنف الجاري حاليا.
وقد أقام إقليم تيجراي انتخابات إقليمية، ضد رغبة الحكومة الوطنية ما أثار اشتباكات مستمرة منذ نوفمبر 2020.
تضارب الأنباء
وتضاربت الأنباء حول الحرب الأهلية في إثيوبيا، حيث أعلنت وسائل إعلام إثيوبية أن الحملة العسكرية التي أطلقها الجيش بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد للتصدي لجبهة تحرير “تيجراي” نجحت بدفع الجبهة للتراجع، بينما أعلنت الجبهة أنها تقدمت باتجاه أديس أبابا.
وفيما يبدو اضطراب كبير يعبر عن ضبابية الوضع أديس أبابا قالت الحكومة الإثيوبية، إنها تمكنت من تحقيق تقدم كبير على عدة جبهات منها، “باتي وشوى رابيت دبراسينا، وأحقت هزائم كبيرة بقوات الجبهة، وأجبرتها على التراجع باتجاه الطرق المؤدية لإقليم تيجراي.
وأشار وزير مكتب الاتصال الحكومي والمتحدث باسم الحكومة الإثيوبية لجسي تولو، إلى أن عمليات استثنائية قام بها الجيش خلال اليومين الماضيين أسفرت عن مقتل 12 من كبار القادة الميدانيين لجبهة تحرير تجراي وخسائر فادحة بالقوات.
وتوقعت تقارير إعلامية محلية تحقيق الجيش الإثيوبي نتائج جيدة في مناطق شمال “وللو” عبر عدة محاور، من بينها قطع الطريق على جبهة تحرير تيجراي في محور “قاشانا” الرابط بين مقلي عاصمة إقليم تيجراي، ومدينة دسي التي دخلتها الجبهة، وتقدم قوات حكومية لإقليم عفار من الناحية الشرقية.
جبهة تحرير تيجراي
ورغم إعلان الجيش الإثيوبي تحقيقه تقدما كبيرا في ميدان المعركة، إلا أن جبهة تحرير تيجراي، تؤكد مواصلة زحفها واقترابها بشكل كبير من العاصمة، مشيرة إلى أنها ستحسم المعارك بدخولها أديس أبابا وتشكيل حكومة انتقالية، وفقا لتصريحات كبار مسؤوليها في مقلي.
الشرطة الإثيوبية
وفي هزيمة جديدة لآبي أحمد ونظامه نشرت وسائل الإعلام الإثيوبية اليوم الخميس نبأ عصيان شرطة إثيوبيا لأوامر رئيس الوزراء آبي أحمد المناهضة للشعب الإثيوبي ولجبهة تيجراي.
وأعلنت السلطات الإثيوبية بإقليم أمهرة شمال البلاد اعتقال مدير شرطة مدينة دبربرهان بالإقليم بتهمة إطلاق سراح معتقلين بجبهة تحرير تيجراي الرافضة لوجود آبي أحمد بالحكم.
وقال رئيس مكتب الأمن والسلم بمدينة دبر برهان بإقليم أمهرة دانئيل أشتي، أمس الخميس، إن الجهات الأمنية بالمدينة اعتقلت تاي هبتجورجيس مدير شرطة مدينة دبر برهان، لإطلاقه سراح مجموعة من السجناء يشتبه في علاقتهم بجبهة تحرير تيجراي.
وفي تصريح أدلى به أشتي لوسائل الإعلام المحلية اليوم، قال إن المجموعة التي أطلق قائد الشرطة سراحهم كانوا معتقلين بتهم أنهم “خطر على أمن البلاد”.
وفي ذات السياق وضمن الاحترازات الأمنية للوضع الذي تشهده بعض مناطق إقليم أمهرة، أقرت إدارة مدينة دبري برهان قانونا يمنع حركة الأفراد الذين ليس لديهم هوية مقيم في المدينة، وذلك وفق بيان أصدرته إدارة المدنية.