موقع ( المونيتور ) الأمريكي : بعد تبادل الاتهامات ، العلاقات التركية المصرية لا تزال راكدة
ذكر الموقع أن تحسن العلاقات التركية المصرية أصبح أمر غير وارد أكثر من أي وقت مضى ، خاصة بعد تنفيذ حكم الإعدام في 9 من المتهمين بقتل النائب العام ” هشام بركات ” ، مضياً أن المتهمين بحسب تقارير ينتمون لجماعة الإخوان التي على صلة وثيقة بحزب العدالة والتنمية التابع للرئيس التركي ” رجب طيب أردوجان ” ، مشيراً إلى أن ” أردوجان ” اتهم الغرب بالتغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر ، رغم أنه نادراً ما يضيع الفرصة لانتقاد تركيا في هذا الصدد.
أضاف الموقع أن إعدام المتهمين التسعة ، وانعقاد قمة الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في مدينة شرم الشيخ بعد يوم واحد من تصريحات ” أردوجان ” زاد من غضب أنقرة ، حتى أن بعض الصحفيين الأتراك ربطوا بين القمة وبين انقلاب عام 2016 في تركيا ، حيث أكد أحد الصحفيين أن إعدام المتهمين التسعة يوضح ما كان ينتظر تركيا إذا ما نجحت محاولة الانقلاب في 2016 ، مضيفاً أنه بحضورهم القمة ، أيد قادة الاتحاد الأوروبي الإعدامات الأخيرة في مصر .
أشار الموقع إلى أن السبب الرئيسي وراء الغضب التركي يعود إلى أن أنقرة كانت واثقة من أن علاقاتها من جماعة الإخوان ستضمن دخولها إلى منطقة الشرق الأوسط كقوة جديدة وتجديد أحلامها بالسيطرة على المنطقة من خلال الإطاحة بالأنظمة العربية واستبدالها بالحكومات الإسلامية ، مشيراً إلى أنه ليس من الواضح ما الذي اكتسبته تركيا من سياستها الحالية في دعم الإخوان ومعاداة العرب ولكن الواضح هو ما فقدته بسبب افتراضاتها الخاطئة.
ذكر الموقع أن الأحلام التركية في المنطقة انهارت بعد ما حدث في مصر من الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين ، حيث استثمرت أنقرة معظم توقعاتها الإقليمية في مصر، إلا أن الأخيرة أطاحت بكافة هذه التوقعات وأنهت الحلم التركي في المنطقة ووجهت مصر لها الضربة الأولى وكانت الضربة الثانية بالدعم العربي الكبير لسيطرة ” السيسي ” على السلطة خاصة من الدول العربية السنية باستثناء قطر ، مضيفاً أن حظر الإخوان واعتبارها منظمة إرهابية من قبل عدد كبير من الدول العربية بمثابة الضربة الثالثة لتركيا .
أضاف الموقع أن مفاهيم تركيا الخاطئة ودعمها للإخوان جعلها أكثر عزلة في الشرق الأوسط ، وجعلها تواجه اتهامات بدعم الإرهاب ، حيث كررت القاهرة هذا الاتهام في ردها على تصريحات ” أردوجان ” حول ” السيسي ” ، مشيراً إلى أنه في ظل مواجهة ” أردوجان ” للأزمات وانعزال بلاده عن العالم ، فإن مصر تحرز تقدم دولي كبير ، كما يتضح من استضافتها للقمة الأوروبية العربية ، بالإضافة إلى تحالفات الغاز القوية في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط مع الدول المنافسة لتركيا ( قبرص / اليونان / إسرائيل ) .
أشار الموقع إلى أن عدد من الدبلوماسيين الأتراك أكدوا أن ما نبذ أنقره للقاهرة يعمل ضد المصالح التركية في الشرق الأوسط ، خاصة وأن ” أردوجان ” استنكر عمليات الإعدام في مصر في ظل تعهده بتنفيذ أحكام مماثله لمعارضيه ، كما أنها تفقد مكانتها التاريخية ونفوذها في المنطقة بسبب عدائها لمصر.
نقل الموقع عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة بأسطنبول ” إيلتر توران ” أن مصر منعت الحلم التركي في الشرق الأوسط ، ومنعتها من إنشاء التكتل السني في الشرق الأوسط ، ولم يستطع ” أردوجان ” الذي كان يتوقع مكاسب اقتصادية من مصر ، التعامل مع هذا الأمر ، موضحاً أن توتر العلاقات مع مصر تسبب في خسارة اقتصادية لتركيا والتأثير السلبي للعلاقات التركية العربية بشكل عام.
صحيفة ( فايننشال تايمز ) البريطانية : فرصة تصدير الغاز الطبيعي متاحة أمام دول شرق المتوسط
ذكرت الصحيفة أن الأشهر القليلة الماضية كانت حافلة بأخبار قطاع الغاز في منطقة شرقي المتوسط ، بعد ما يقرب من 10 سنوات من التكهنات حول إمكانات موارد الطاقة في المنطقة ولكن التطورات الأخيرة وضعت المنطقة على ما يبدوا في اتجاهها الصحيح ، موضحة أنه خلال شهر يناير الماضي ، اجتمع وزراء الطاقة من كل من مصر و قبرص و اليونان والأردن و إسرائيل وممثلين إيطاليين و ممثلين عن السلطة الفلسطينية في القاهرة لمناقشة التعاون الإقليمي في الغاز البحري ، وكانت النتيجة هي إنشاء ( منتدى غاز شرق المتوسط ) الذي يهدف لتطوير سوق إقليمية للغاز الطبيعي والاستفادة من البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال الموجودة في مصر، مضيفة أن ذلك سبقه اتفاق في ديسمبر بين مصر وقبرص اللتين تعهدتا بخلق وتهيئة وإدامة الظروف لبناء خط أنابيب يربط حقل أفروديت في قبرص بمرافق الغاز الطبيعي المسال في مصر .
أضافت الصحيفة أنه يجب على المنخرطين في الأمر الآن أن ينحوا جانباً أي خلافات بينهم وأن يدركوا الفرصة المتاحة ، مشيرة إلى أن ملحمة الغاز في المنطقة بدأت في الفترة ( 2009-2011 ) ، مع اكتشاف حقلي تامار و ليفياثان قبالة إسرائيل ، وحقل أفروديت قبالة قبرص ، ووضعت خيارات التصدير المختلفة على الطاولة ، مضيفة أن التوقعات كانت كبيرة وتم الترويج للاكتشافات كوسيلة لتعزيز حقبة جديدة من الاستقرار الاقتصادي والسياسي في المنطقة ، لكن تلاشت هذه التوقعات حيث تسبب نقاش طويل في إسرائيل حول إدارة موارد الغاز في عدم اليقين والتأخير في قرارات الاستثمار، وبهتت الآمال في قبرص بسبب بعض التقارير التي قللت من حجم الاكتشافات الجديدة ، وأثارت هذه التطورات الشكوك حول فكرة أن المنطقة قد تصبح مصدراً للغاز الطبيعي ، ولكن تم إحياء الآمال مرة أخرى بعد اكتشاف شركة ( إيني ) الإيطالية حقل ( ظهر ) في مصر عام 2015، وهو أكبر اكتشاف على الإطلاق في البحر المتوسط ، مشيرة إلى أنه في تطور سريع وغير مسبوق ، بدأ الإنتاج من حقل ( ظهر ) أواخر عام 2017 ، مما ساعد مصر على الوصول لمرحلة الاكتفاء الذاتي من الغاز بعد سنوات من الاضطراب كما أنه فتح باب الاكتشافات في مصر.
ذكرت الصحيفة أن أهمية حقل ( ظهر ) تجاوزت مصر ، حيث أن قربه من الحقول الأخرى قبالة إسرائيل وقبرص يمكن أن يسمح بالتنمية المنسقة ، مضيفة أن الإنتاج الوفير والبنية التحتية الجيدة ستجعل المنطقة بالكامل قادرة على تصدير الغاز ، مشيرة إلى أن مصر تمتلك بالفعل بنية تحتية لتصدير الغاز الطبيعي المسال وهما مصنعي إدكو و دمياط ، وهذا يمكن أن يتيح التصدير الفوري للغاز من الحقول المصرية والإسرائيلية والقبرصية ، ويمكن توسيع كلا المصنعين إذا لزم الأمر.
أضافت الصحيفة أنه بالنسبة لإسرائيل وقبرص فإن التعاون مع مصر أمر بالغ الأهمية ، حيث أن إنشاء بنية تحتية للتصدير وتطوير الحقول مشكلة مستمرة ، لكن مصر تمتلك البنية التحتية القوية لتصدير الغاز ، كما أن مشروعات إنشاء محطات لتسييل الغاز في قبرص أو اليونان تقدر ب5 مليار يورو ، وبالمثل ، فإن مشروع خط أنابيب ( شرق المتوسط ) الذي يربط بين إسرائيل و قبرص واليونان و إيطاليا يقدر بأكثر من 6 مليار يورو ، مضيفة أنه يمكن أن يكون الجمع بين البنية التحتية للتصدير غير المستغلة والقابلة للتطوير مع العديد من حقول الغاز الواعدة هو المفتاح لفتح إمكانات إقليمية غير مستغلة ، مضيفة أن المسار الأكثر منطقية هو الاعتماد على مصر لتصدير غاز شرق المتوسط لأوروبا وقد تسمح هذه المرونة بتصدير الغاز لبعض الأسواق في آسيا.