قال السفير الروسى لدى القاهرة، جيورجى بوريسينكو، إنه تم رصد الكثير من المعلومات فى الصحافة المصرية ومواقع التواصل الاجتماعى، فيما يتعلق بأن روسيا إنحازت إلى الموقف الإثيوبى فى مناقشة ملف سد النهضة فى مجلس الأمن فى الجلسة التى عقدت فى الثامن من شهر يوليو الماضي.
وأضاف “بوريسينكو” فى حواره لبرنامج “رأى عام”، الذى يقدمه الإعلامى عمرو عبد الحميد، المُذاع على فضائية “TeN”، اليوم الخميس، أن التعليقات التى تم رصدها على مواقع التواصل الاجتماعى كانت تستند فى مجملها على تفسير خاطئ للخطاب الروسى فى مجلس الأمن، موضحًا أن روسيا لها موقف لا يتميز عن الأغلبية العظمى من كافة أعضاء مجلس الأمن.
وتابع: “للأسف من الصعب جدًا لمجلس الأمن مناقشة الموضوعات الخاصة بالماء واتخاذ قرارات فى هذا الأمر، ولكن روسيا تتفهم جيدًا أن حجم الموارد المائية التى تحصل عليها مصر من نهر النيل هو مسألة حياة أو موت لـ 102 مليون مصري”.
وأوضح السفير الروسى فى القاهرة: “لسنا متحيزين لإثيوبيا وموقفنا من ملف سد النهضة متوازن”.
وقال السفير الروسى لدى القاهرة، إن كلمة المندوب الروسى بمجلس الأمن لا تعكس موقفًا محددًا ضد مصر، مشيرًا إلى أنه من الصعب التعليق على تصريحات المسؤولين الإثيوبيين ولكن روسيا تنطلق من أن مصر بالنسبة لنا هى أكثر شريك مهم فى هذه المنطقة، حيث أن عام 2019 شهد توقيع اتفاقية للتعاون الاستراتيجى بين البلدين وهى ما دخلت حيز التنفيذ فى 10 يناير 2020.
وأضاف، أنه وفقًا لاتفاقية التعاون بين مصر وروسيا فأنهم دولتين شريكتين، موضحًأ أن الساحة الدولية تنطلق من مواقف مشتركة بين الدولتين.
وتابع، أن روسيا ومصر تسعى لتطوير علاقتها مع كافة دول العالم بما فيها إثيوبيا، قائلًا: “نسعى لتطوير التعاون الاقتصادى والعسكرى لأننا فى الفترة الأخيرة استمعنا لتعليقات خاصة باتفاق التعاون العسكرى بين روسيا وإثيوبيا، ولكن العلاقات بين روسيا ومصر أكبر من العلاقات مع إثيوبيا خاصة فى المجال العسكرى”.
وقال السفير الروسى لدى القاهرة، جيورجى بوريسينكو، إن روسيا تنطلق من أن ملف سد النهضة يجب حله على طاولة المفاوضات، وإيجاد حلول مقبولة من الطرفين، وأن مصر تسعى لوجود اتفاق إلزامي، ولذلك فنحن ننطلق من أن هذا القرار الذى يمكن أن يكون مقبول لكل الأطراف بما فيها مصر هو ما يجب أن يكون أساسًا للاتفاق بين الدولتين لأننا نتفهم جيدا اهمية الحيوية لمياه النيل وهذا النهر للمصريين.
وقال جيورجى بوريسينكو، إن ما قيل عن الإعلانات والتصريحات فيما يتعلق بين الاتفاق بين روسيا وإثيوبيا، فهى تصريحات بمثابة الصدفة البحته، وأن روسيا تقوم بعمل نشاط دولى كبير فى الساحة الدولية، حيث التحدث مع الشركاء الدوليين بشكل مستمر، قائلًا: “يمكن أن تكون هناك بعض الصدف”.
وتابع، أن اتفاقية التعاون العسكرى بين روسيا وإثيوبيا تحمل طابع إطارى أكثر، وهذه واحدة من الاتفاقات الروتينية التى وقعتها روسيا وستوقعها مع كثير من دول العالم.
وقال السفير الروسى لدى القاهرة، إن روسيا تدرك أهمية نهر النيل كمصدر وحيد للحياة فى مصر البالغ عدد سكانها 102 مليون نسمة، مشيرًا إلى أن الاقتصاد المصرى هو اقتصاد متطور وديناميكى ولذلك فأن المياه لها أهمية كبيرة للتطور والزراعة والاحتياجات الشخصية للمواطنين.
وأضاف أن الإحصائيات الدولية الخاصة بأن حكم المياه التى ترد إلى مصر من نهر النيل إثيوبيا غير كاف لتغطية احتياجات المصريين، وأن هذه الاحتياجات يتم تغطيتها بنسبة تتراوح من 50 إلى 60%، موضحًا: “نحاول إقامة حوار مع الإثيوبيين وإقناعهم بمدى أهمية تفهم المخاوف المصرية حول ملف المياه”.
وتابع، أن روسيا قامت بعمل مشاورات فى مجلس الأمن مع ممثلى إثيوبيا وحاولت إقناع المسؤولين الإثيوبيين بإجاد حوار فيما يتعلق بسد النهضة، مؤكدًا: “الحوار يؤدى لإيجاد قرار مقبول من كافة الأطراف لإزالة المخاوف المصرية”.
وأوضح السفير الروسى بالقاهرة: “مدركون أهمية ضمان مصر من توافر كمية المياه التى سترد إليها من سد النهضة بعد 10 أعوام، خاصة أن منطقة حوض النيل يحدث بها فترات جفاف”.
وقال السفير الروسى لدى القاهرة، جيورجى بوريسينكو، إن الموضوعات الخاصة بالمياه موضوعات معقدة، والعالم يشهد كثير من الحالات الخاصة بمشكلات الاستخدام المشترك للأنهار والمصادر المشتركة للمياه، وللأسف هذه الموضوعات لا تحل بشكل سريع كما نرغب فى ذلك، وأنه لا يوجد حل آخر حول الاتفاق على هذه المسائل، موضحًا أن المجتمع الدولى يمكن أن يدعو الأطراف حول إقامة حوار من أجل التوصل إلى حل وقرار يمكن أن يكون مقبولًا لكافة الأطراف وهو ما تسعى وتدعو إليه روسيا.
وتابع، أنه لا بد من إيجاد حل سريع وقاطع لمشكلة سد النهضة التى تعنى للمصريين مسألة حياة أو موت، موضحًا أن الطريق الوحيد لحل مشكلة سد النهضة هو الاتفاق، مؤكدًا: “لا أحد يريد تصعيد التوتر فى ملف سد النهضة”.
وذكر السفير الروسى لدى القاهرة، جيورجى بوريسينكو، إن روسيا مستعدة للتدخل والوساطة فى إيجاد حل لملف سد النهضة، إذا كان هناك رغبة من قبل الأطراف، مشيرًا إلى أن روسيا من الممكن أن تستخدم الأقمار الصناعية الخاصة بها لمتابعة الموقف الفعلى على أرض الواقع فى سد النهضة، ويمكن تصور السد من قبل الأقمار الصناعية، وأنه يتم أخذ صور لسد النهضة يوميًا، موضحًا أنه بدون رغبة من الأطراف فأن روسيا لا تستطيع أن تقوم بهذا الحوار وإقناع الشركاء الإثيوبين ونقل المخاوف التى يشعر بها المصريين، وأنه ربما يكون للاتحاد الأفريقى دور فى الوساطة بين كافة الأطراف فى ملف سد النهضة.