علقت السفارة السعودية في واشنطن على ما تداولته وسائل إعلام حول تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وتحدثه معه بحدة في اتصال هاتفي بينهما الشهر الماضي.
وأكد فهد ناظر، المتحدث باسم سفارة الرياض لدى الولايات المتحدة، في تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط” على “عمق ورسوخ العلاقات السعودية الأمريكية الاستراتيجية الممتدة منذ 75 عاما”.
وشدد على “عدم تأثرها (العلاقة) بأي أطروحات إعلامية مجانبة للصواب”.
ونفى فهد ناظر، الأسبوع الماضي، صحة التقارير الإعلامية التي تحدثت عن هذه الواقعة مشيرا إلى أنها “حرفت فحوى ونبرة الاتصال”.
وأكد ناظر في تغريدة له على حسابه في “تويتر”، أن “مقالا نشر هذا الأسبوع حول مكالمة هاتفية أخيرة بين سمو ولي العهد محمد بن سلمان والرئيس دونالد ترامب، وتحمل تشويهًا تامًا لمضمون المكالمة ونبرته ، ولا تعكس حالة الاحترام المتبادلة بين الزعيمين”.
وكانت وكالة “رويترز” أكدت نهاية شهر الماضي أنها “علمت من مصادر أن ترامب هدد محمد بن سلمان بقطع الدعم العسكري الأمريكي عن السعودية إذا لم تتوقف عن إغراق الأسواق في خضم الحرب الأخيرة في أسواق النفط”.
وذكرت وكالة “رويترز” نقلا عن مصادر أن ترامب قال خلال محادثة هاتفية مع ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان في 2 أبريل ، إن واشنطن ستضطر إلى سحب قواتها من المملكة إذا لم تخفض دول أوبك إنتاجها النفطي. وأبلغ ترامب ولي العهد بذلك قبل 10 أيام من الإعلان عن خفض إنتاج النفط.
وأضافت المصادر، أن محمد بن سلمان أثناء المحادثة طلب من مساعديه مغادرة القاعة لمواصلة النقاش بشكل منفرد مع ترامب.
وأشارت المصادر بحسب الوكالة إلى أن “الإدارة الأمريكية أخبرت القيادة السعودية بأنه بدون خفض إنتاج النفط، لن تكون هناك طريقة لمنع الكونغرس الأمريكي من فرض قيود على المملكة، مما قد يؤدي إلى انسحاب القوات الأمريكية”.
وأفادت “رويترز”، إلى أن صحفيين سألوا ترامب في مقابلة صحفية حول ما إذا كان قد هدد السعودية بالانسحاب، وأجاب أنه “لم يكن يريد أن يتحدث عن ذلك”، لكن في رأيه، محمد بن سلمان كان منطقيا جدا وفهم أنه يواجه مشكلة.
وأضاف “كان لديهم صعوبات في عقد صفقة، وأجريت محادثة هاتفية معه (ولي عهد) وتمكنا من الاتفاق على تخفيضات الإنتاج”.
وذكرت الوكالة أنه في أواخر مارس، اقترح عضوا مجلس الشيوخ الجمهوري كيفن كريمر ودان سوليفان تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية للسعودية إذا رفضت المملكة خفض إنتاج النفط.
وسبق واتفقت الدول الأعضاء في صفقة “أوبك +”، في 12 أبريل الماضي، على خفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا في مايو – يونيو وبمقدار 7.7 مليون برميل في النصف الثاني من العام الحالي وبمقدار 5.8 مليون برميل أخرى حتى نهاية أبريل 2022.
وذلك بالمقارنة مع إنتاج أكتوبر 2018 كونه قاعدة مرجعية لعملية الخفض، إلا أنه بالنسبة لروسيا والمملكة العربية السعودية، تم أخذ 11 مليون برميل في اليوم، بحيث يكون حجم الانخفاض، قياساً على الجميع، ما نسبته 23 في المئة و18 في المئة و14 في المئة على التوالي.