رأت صحيفة “جابان تايمز” اليابانية اليوم الأربعاء، أن عام 2019 يمثل اختبارا حقيقيا لدبلوماسية رئيس الوزراء شينزو آبى على الجهود المبذولة لضمان عودة جزر الكوريل التى تستولى عليها روسيا.
وأوضحت أن رئيس الوزراء سوف يجتمع مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى يونيو المقبل خلال اجتماعات مجموعة العشرين، كما يقول الخبراء.
وفى الواقع، من المرجح أن تكون القمة مع بوتين بمثابة مقامرة حاسمة بالنسبة لأبى، الذى يتوق إلى تسوية نزاع إقليمى طويل الأمد مع روسيا، والذى منع البلدين من إبرام معاهدة سلام ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويبدو أن أبى يحاول الآن التوصل إلى حل وسط مع روسيا من خلال استعادة اثنين فقط من الجزر الأربع المتنازع عليها قبالة هوكايدو، والتى استولت عليها القوات السوفييتية من اليابان قرب نهاية الحرب العالمية الثانية.
وبعد اجتماعه مع بوتين فى سنغافورة يوم 14 نوفمبر الماضى، قال آبى للصحفيين إن الزعيمين اتفقا على “تسريع محادثات معاهدة السلام” من خلال استخدام إعلان مشترك لعام 1956 باعتباره “الأساس” للمفاوضات الإقليمية.
وبموجب البيان المشترك لعام 1956، وافق الاتحاد السوفييتى على تسليم جزيرتين صغيرتين إلى اليابان بعد إبرام معاهدة سلام لكنها لم تتطرق إلى جزيرتى كوناشيرى وإتوروفو الأكبرتين.
وقال كازوهيكو توجو مدير معهد الشؤون العالمية فى جامعة كيوتو سانجيو كمسؤول سابق فى وزارة الخارجية وكان قد شارك فى عدد من المفاوضات الرئيسية مع موسكو حول هذه القضية الإقليمية: “إن التصريحات التى أدلى بها آبى فى سنغافورة تحمل ثقلا كبيرا “.
وفى حديثه إلى صحيفة “جابان تايمز”، ركز توجو على تصريح آبى فى سنغافورة بأن الزعيمين اتفقا على محاولة “وضع فترة” لنهاية المحادثات الإقليمية وعدم ترك أى قضايا “للمفاوضات المقبلة”.
ويبدو أن هذا يعنى ضمنا أن آبى وبوتين اتفقا بشكل أساسى على أن طوكيو لن تعود تطالب بالسيادة على كوناشيرى وإتوروفو إذا قامت موسكو بتسليم جزيرتى هابوماى وشيكوتان بناء على بيان 1956، حسب توجو.
وأضاف توجو أن موسكو ستسمح أيضا لليابان بالقيام بأنشطة اقتصادية مشتركة فى كوناشيرى واتوروفو.
وطالما طالبت اليابان بعودة جميع الجزر الأربع التى تقول أن الاتحاد السوفييتى “استولى عليها بطريقة غير شرعية” فى الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.
وفقا لوزارة الخارجية، اكتشفت اليابان أول مرة وأجرت مسحًا للجزر الأربع وسيطرت عليها فعليا بحلول أوائل القرن التاسع عشر على أبعد تقدير.
ومنذ ذلك الحين، أبرمت موسكو وطوكيو ثلاث معاهدات ترسم حدودا فى المنطقة تنص على أن الجزر الأربعة تابعة لليابان.
لكن الاتحاد السوفيتى أعلن الحرب ضد اليابان فى 9 أغسطس 1945، ونكث ميثاق الحياد طوكيو-موسكو عام 1941 واستولى على الجزر الأربعة.